السيد الفاسي الفهري: المغرب راض كل الرضى عن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي

أكد السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب راض كل الرضى عن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الذي دعا الأطراف الى التحلي بالواقعية وروح التوافق.

وقال السيد الفاسي الفهري، الذي كان ضيفا اليوم الاثنين على إذاعة فرنسا الدولية (إر.إي.في) "إن المغرب راض كل الرضى ، ما دام مجلس الأمن قد دعا مجموع الأطراف الى الانخراط في مفاوضات جوهرية ومعمقة، كما دعا هذه الأطراف الى التحلي بالواقعية وبروح التوافق".

وأوضح الوزير أن المغرب سبق له أن دمج بالفعل هذين العنصرين، المتمثلين في الواقعية وروح التوافق، في مقترحه حول الحكم الذاتي، الذي "يستند الى إرادته في الحل النهائي لهذا النزاع الذي يحول دون بناء صرح المغرب العربي".

وأضاف "أن الاشارة كانت واضحة بأن المواقف الجامدة التي ظهرت خلال الجولات الأربع السابقة من المفاوضات لا يمكنها أن تؤدي الى أي تطور ملموس ".

وتابع السيد الطيب الفاسي الفهري "إننا نأمل أن تأخذ الجزائر والبوليساريو في الحسبان هذا النداء وهذه الاشارة القوية، من المجتمع الدولي، وأن تتحليا بالواقعية في منهجيتهما وخاصة أن تكون لهما الإرادة في البحث عن التوافق"، موضحا ان "هذا الحل لايمكنه أن يكون الا سياسيا، والا توافقيا، وعلى شكل طريق ثالث".

ورأى السيد الفاسي الفهري، بخصوص التصريحات الأخيرة للمبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة السيد بيتر فان فالسوم، حيث اعتبر أن استقلال الصحراء "خيار غير واقعي"، أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي يخضع للمنطق ذاته ، ما دام أن "المصادقة على هذا القرار تمت في ضوء عدد من الاستنتاجات، خاصة تلك المستخلصة من سير الجولات الأربع من المفاوضات، حيث استمع السيد فالسوم الى حجج ومرامي جميع الأطراف".

وذكر الوزير في هذا الصدد بمختلف الزيارات التي قام السيد فالسوم إلى المنطقة وكذا بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي تحدث عن مفهوم الواقعية وروح التوافق.

واعتبر السيد الفاسي الفهري ان السيد فالسوم في موقع يسمح له بأن يستخلص الاستنتاجات من كل التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة، وقال في هذا السياق انه "على هذا الأساس، وبصفته دبلوماسيا، ومختصا في القانون الدولي، حدد (السيد فان فالسوم) منهجية، تدعمها أغلبية واسعة من المجموعة الدولية، التي تلقت المقترح المغربي بتعاطف كبير"، مضيفا أن "تصريحات مندوبي الأعضاء الدائمين (في مجلس الامن) كفرنسا والولايات المتحدة، تعزز هذا المسلسل، وهذه المقاربة، وهذه الرؤية".

وأوضح الوزير، في ما يتعلق بموقف جنوب افريقيا، أن القرار تمت المصادقة عليه بالتوافق، وبما أنه قد تمت المصادقة عليه فانه لم يعد هناك تحفظ، مستطردا "إننا لانفهم هذا الانحياز الاعمى لأطروحة، بدون معرفة أي شئ عن الملف، ولا كيف ان بلدا أثار آمالا كبرى، ويتوفر على إمكانيات عظيمة للحفاظ على استقرار القارة، يقصي نفسه بنفسه تماما من أية امكانية للوساطة والقيام بأعمال إيجابية".

وقال السيد الفاسي الفهري في رده على سؤال حول ما إذا كان السيد فالسوم سيستمر في لعب دور الوسيط بعد هذه التصريحات، ان "مجلس الأمن قدم الدعم للامين العام وللسيد فان فالسوم، والمغرب مستعد لمواصلة المفاوضات تحت إشراف الامم المتحدة، مع السيد فان فالسوم كوسيط، وعلى الأطراف الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها إزاء الوسيط الذي عينه الأمين العام".

وأوضح السيد الفاسي الفهري، أنه لم يتم الاتفاق لحد الآن على أي تاريخ بالنسبة للمفاوضات المقبلة، لكنه تم الاتفاق على المبدء خلال الجولة الرابعة، وقال في هذا الصدد "لقد قررنا جميعا أن تكون هناك جولة خامسة في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي".