ندوة صحفية بجنيف حول مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب بخصوص قضية الصحراء

نظمت السيدة كجمولة بنت أبي ، نائبة برلمانية ، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، والسيدان بلالي ابراهيم ولد سويح مقرر لجنة حقوق الإنسان بالمجلس وسيداتي غلاوي سفير سابق للبوليساريو بروما واليونان والفاتيكان ، أمس الثلاثاء بقصر الأمم بجنيف ندوة صحفية سلطوا خلالها الضوء على مختلف جوانب قضية الصحراء وعلى مشروع الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب.

ودعا المتدخلون خلال هذا اللقاء ، المنظم برعاية جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة، إلى إيجاد حل "عادل ونهائي" لنزاع الصحراء ، مؤكدين أن هذه هي رغبة الصحراويين .

وشددوا على أن هذا النزاع، الذي تسبب في آلام ومآسي، ومس كل أسرة ، يعد أيضا عاملا لعدم الاستقرار في المنطقة وعائقا كبيرا أمام بناء اتحاد المغرب العربي .

وبخصوص مسار قضية الصحراء ، تطرق المتدخلون إلى دواعي عدم نجاح عملية الاستفتاء ، التي تجاوزتها الأمم المتحدة ، حيث أقرت باستحالة تطبيقها.

كما دعوا كافة دعاة العدالة والسلم ، الى استشراف المستقبل واستهجان الايديولوجيات المتجاوزة ، ونهج سبيل الحكمة ، مبرزين مشروع الحكم الذاتي ، الذي اقترحه المغرب ، ومشاركته بحسن نية في مفاوضات مانهاست ، التي تندرج بشكل أكيد في دينامية بناءة وكفيلة بالتوصل الى حل "لا غالب فيه ولا مغلوب" كما تدعو الى ذلك الأمم المتحدة ويتطلع إليه المجتمع الدولي .

وسجلوا أن المقترح المغربي يشكل مساهمة في هذا الاتجاه ، لا سيما وأنه ثمرة مشاورات بين مختلف الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني، كما أنه يتماشى مع الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة، مذكرين بأن هذه الأخيرة تقر بأن الحكم الذاتي يعد شكلا من أشكال تقرير المصير .

  وأبرزوا السياق الذي تمت في إطاره صياغة مشروع الحكم الذاتي، وهو سياق تعزيز المسلسل الديمقراطي وتدعيم دولة الحق والقانون ، والذي أكدته جدية وشفافية الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما عبر عن ذلك مراقبون دوليون تابعوا سير عملية الاقتراع.

ويرى المتدخلون أنه بتسجيل الأقاليم الجنوبية لأعلى نسبة مشاركة خلال هذه الانتخابات، تكون قد قدمت تكذيبا صارخا للدعاية الانفصالية وألحقت فشلا ذريعا بالادعاءات المغرضة التي يروجها الانفصاليون .

وأكدوا أن الأطروحة التي تدعي أن " البوليساريو " هو الممثل الوحيد للصحراويين، تلاشت كما يذوب الثلج تحت حرارة الشمس، ويشهد على ذلك أيضا مشاركة أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في مفاوضات منهاست.

وعلى صعيد آخر، فقد التقى الوفد الذي يوجد بجنيف في إطار الدورة السادسة لمجلس حقوق الإنسان بعدد من ممثلي البلدان الأعضاء والمنظمات غير الحكومية، حيث تم إطلاعهم على مشروع الحكم الذاتي وفلسفته.