مجلس الشيوخ الفرنسي: شهادة مؤثرة لصحراوية مغربية حول معاناتها بتندوف وترحيلها الى كوبا

قدمت السيدة السعداني ماء العينين، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية والمناضلة الصحراوية من أجل حقوق الانسان، أمس الجمعة بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس، شهادة مؤثرة حول المعاناة التي عاشتها وأسرتها في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر وترحيلها من قبل "البوليساريو" الى كوبا.

وأكدت السيدة التي كانت تتحدث خلال ندوة حول موضوع "صوت النساء اللاجئات:رهائن النزاعات في العالم" المنظمة من قبل السيدة عليمة بومدين-ثييري، عضوة بمجلس الشيوخ عن "الخضر"، بشراكة مع عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، أن الاعتداءات والتهديدات والاهانات والتعذيب تشكل معيشا يوميا يعاني منه المحتجزون من قبل جلادي "البولياسريو".

ووصفت في قاعة مكتظة، وهي تذرف الدموع ،المأساة التي عاشتها في مخيمات العار واصناف العذاب التي ذاقتها والاهانة التي تعرض لها والدها أمام الملأ بدعوى أنه "خائن متمسك بمغربية الصحراء".

وأوضحت "كان أبي أول من عذب أمام العامة وأمام اطفاله من قبل عصابة اجرامية على رأسها المدعو سيدي احمد البطل، المدير السابق للأمن العسكري .

وذكرت بانه منذ وصولها الى تندوف سنة1978 مع والدتها واخوانها للاتحاق بابيها، ولم يكن عمرها انذاك يتجاوز السنتين، تم استقبالهم بالشتائم والبصق لسبب وحيد وهو انهم ينتسبون مباشرة للشيخ ماء العينين وان والدها "كان يعمل لحساب المغرب".

وأضافت أن "هذه الدوامة التي لا تطاق تزايدت حدتها عندما تجرأت والدتي على السؤال عن أخبار زوجها" ملاحظة أنه لم تصلها أخبار عن والدها طول فترة احتجازه حيث ان الرجال كانوا منفصلين عن زوجاتهم وابنائهم.

وقالت انه "بعد الحاح أمي" لدى الانفصاليين، اخبروها بانه "تم حبسه في ولاية وهمية تسمى "الحكونيا" بدعوى "الخيانة" و"تم تعذيبنا وإهانتنا لكي نصرح علنا بان أبانا خائن".

وأشارت السيدة ماء العينين الى أن "البوليساريو" " هو نظام مستبد وأحادي التفكير، يتعامل مع الساكنة المحتجزة ك "عسكريين" و"الويل لكل من لا ينفذ أوامره".

ومن جهة أخرى، أبرزت أنه عند بلوغها سن العاشرة تم ترحيلها مع آلاف من الأطفال الصحراويين البالغة أعمارهم ما بين10 و12 سنة، إلى كوبا حيث تم ايواؤهم في "بيوت صغيرة" بنتها الجزائر مشيرة الى ان كوبا قدمت لهم من قبل الانفصاليين ك "الدورادو" في حين انها ليست في الواقع الا سجنا آخر بل جحيما".

وتابعت أنه من أجل الحيلولة دون انتفاضة الاباء، ادعت البوليساريو ان الاطفال تم ارسالهم الى كوبا من اجل مواصلة دراستهم والحصول على تكوين مهني، مشيرة إلى أن المرحلين كان "يتم توظيفهم من قبل عصابة تندوف كرهائن من اجل ثني الاباء عن الالتحاق بالوطن الام المغرب".

وقد كان لهذه الشهادة المؤثرة للسيدة ماء العينين تأثير عميق على الحضور الذي كان يضم في غالبيته نساء بعضهن لم يتمالكن دموعهن.

وأوضحت السيدة ماء العينين التي عادت الى المملكة سنة2003 ان جحيم كوبا دام17 سنة انقطعت خلالها فيه عن العالم دون أن يصلها أي خبر عن أسرتها وخاصة والدها الذي لقي حتفه جراء التعذيب ملاحظة ان الاطفال الصغار المرحلين لم يكونوا سوى يد عاملة استغلها الكوبيون في حقول التبغ وقصب السكر