السيد بيتر فان والسوم في تندوف .. حين تفقد التلفزة الجزائرية البوصلة
مرة أخرى أبت التلفزة الجزائرية إلا أن تظل وفية لخطها البعيد كل البعد عن أخلاقيات المهنة من خلال تحريفها للحقيقة التي يعرفها الجميع حين يتعلق الأمر بالمكان الذي يقبع فيه مسؤولو "البوليساريو" ألا وهو منطقة تندوف جنوب الجزائر.
فالتلفزة الجزائرية، أو ما يطلق عليها المشاهدون في الجزائر ب "اليتيمة" لأنها القناة الوحيدة التي تتوفر عليها البلاد، ذهبت في هذيانها إلى أبعد مدى حين أكدت أمس السبت في نشرتها الرئيسية التي تبثها على الساعة الثامنة مساء أن المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بيتر فان والسوم استقبل محمد عبد العزيز رئيس ما يسمى ب"البوليساريو" ب "الصحراء الغربية" وأن المسؤول الأممي قام بزيارة "متحف" و"مستشفى" ب"الصحراء الغربية".
ويكشف تعاطي التلفزة الجزائرية، التي تمتح من قاموس مفاهيمي خاص بها، حين يتعلق الأمر بمعالجة قضية الصحراء، التي تجعلها دائما في صدارة بثها للأخبار الدولية، عن التضليل الرسمي وزيف الادعاءات الجزائرية التي تقول إنها ليست طرفا ولا علاقة لها بهذه القضية إلا من باب تشبثها بما تسميه "الشرعية الدولية" وهي نفس الشرعية التي تعطيها الدعاية الجزائرية مفهوما خاصا بها حين تقدم المغرب ك "بلد استعماري" رغم الحقائق التاريخية والأسلوب الناجع الذي سلكه المغرب على الصعيد الدولي من أجل استرجاع أراضيه المحتلة سواء من طرف فرنسا أو إسبانيا.
ويقود تعامل التلفزة الجزائرية مع قضية الصحراء إلى التساؤل : هل أصاب هذه القناة ضعف البصر إلى الحد الذي جعلها تنسى أو تتناسى أن إعلان منظمة الأمم المتحدة بنيويورك عن جولة السيد بيتر فان والسوم أكد بطريقة لا غبار عليها أن هذا الأخير سيقوم بجولة تشمل كلا من المغرب وتندوف والجزائر ونواكشوط.
وعليه، فإن التلفزة الوطنية الجزائرية التي لها باع طويل في تحريف الحقائق تستحق عن جدارة لقبها .. "اليتيمة".