صحيفة (الحياة) : زائر العيون "لا يستطيع سوى ملاحظة مدى التطور العمراني الذي تشهده المدينة

كتبت صحيفة (الحياة) يوم الأربعاء أن زائر العيون, أكبر مدن الصحراء, "لا يستطيع سوى ملاحظة مدى التطور العمراني الذي تشهده هذه المدينة الآخذة في التمدد شرقاً وغرباً".
وأضافت الصحيفة, في مراسلة لمبعوثها الخاص إلى المغرب كميل الطويل, أن "البناء السكني يتواصل شرقاً, في اتجاه مدينة السمارة, في حين تُبنى إلى الغرب من العيون منتجعات سياحية ضخمة, استعداداً على ما يبدو لفترة ما بعد انتهاء أزمة الصحراء, وبدء الاستغلال التجاري للشواطئ الممتدة آلاف الكيلومترات على طول سواحل المحيط الأطلسي".
ولاحظت الصحيفة أن المدينة نفسها "تعج بحركة لا تهدأ. فمتاجرها ممتلئة بالزبائن, في حين تكاد لا تخلو طاولة واحدة في مقاهيها الممتدة على طول طريق مكة المكرمة, الشارع الرئيسي في العيون".
وأوضحت أن الزائر "يُشاهد في شوارع العيون ومقاهيها عددا لا بأس به من الأجانب الذين يعمل معظمهم في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو), التي تشرف منذ العام1991 على وقف النار".
وأكدت أنه "على الرغم من أن أزمة الصحراء لم تجد بعد طريقها إلى الحل, بعد 17 سنة من الجهود المتواصلة التي ترعاها الأمم المتحدة, إلا أن المغرب يبدو واثقاً من أن خيار الحكم الذاتي بات يجد قبولاً لدى سكان الإقليم, لاستحالة تنظيم استفتاء لتقرير المصير, بسبب الخلاف على تحديد هوية من يحق لهم المشاركة فيه".

ونسبت (الحياة) إلى سياسيين صحراويين في العيون قولهم إن الانتخابات التشريعية المقبلة لاختيار أعضاء مجلس النواب المغربي الجديد, يوم الجمعة القادم, "ستكرّس بلا شك خيار الحكم الذاتي", وأن الصحراويين "يتفاعلون تفاعلاً كبيراً مع الحملة الانتخابية للمرشحين المتنافسين".
ولاحظ المبعوث الخاص للصحيفة "في جولة دامت يومين في العيون الأسبوع الماضي" مشاركة "مئات السكان في مسيرات راجلة وأخرى بمواكب سيّارات, كانت تُطلق أصوات منبهاتها ويوزّع ركابها منشورات تحض على التصويت لهذا المرشح أو ذاك".
وأكد أنه "إذا ما تجلّت هذه المشاركة الشعبية في يوم الاقتراع, فإنها ستكون بالطبع سنداً قوياً لمؤيدي خطة الحكم الذاتي, التي يعرض فيها المغرب منح سكان الإقليم درجة مرتفعة جداً من درجات تقرير المصير, بما في ذلك إنشاء برلمان وحكومة محليين".
وأشار إلى أن الانتخابات المقبلة "ستُنتج منتخبين صحراويين يمثّلون السكان, وسيكون هؤلاء بالطبع, مع مرور الوقت, في وضع أقوى بكثير من مناصري جبهة (بوليساريو) المقيمين في مخيمات تندوف في جنوب غربي الجزائر".
ونقل عن بعض الصحراويين قولهم إن بعض مؤيدي (بوليساريو) في مخيمات تندوف ينظرون إلى الإقليم نظرة بعيدة عن واقعه الحالي, كونهم يعيشون في هذه المخيمات منذ أكثر من30 عاماً, ولم يعرفوا بمدى التقدم الذي حصل هناك منذ انسحاب الإسبان .
وذكر المبعوث الخاص للصحيفة بأن الحكومة المغربية أنفقت ملايير الدولارات لتنمية الأقاليم الصحراوية منذ المسيرة الخضراء التي نظّمها جلالة المغفور له الحسن الثاني إثر انسحاب الاستعمار الإسباني, ولاحقاً في الثمانينات بعد بناء الجدار الدفاعي