جبهة البوليساريو تتفنن في الالتفاف على قرار مجلس الأمن الأخير

تضاربت الأخبار فيما يتعلق ببدء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الأخير، فقد سارعت قيادة الجبهة إلى إعلان موافقتها على الشروع في هذه المفاوضات في خطوة استباقية، لكنها رهنت قرارها بشروط تعجيزية أي أن تتركز هذه المفاوضات على ما تضمنه مخطط بيكر الذي لم يعد له وجود، لذلك فالجبهة تتحدث عن تقرير المصير وإجراء الاستفتاء، وبذلك فالأمر برأي المراقبين يتعلق بالتفاف على القرار الأممي وهروبا إلى الأمام ليس إلا.
مصادر أكدت أن شروط جبهة البوليساريو لم تتوقف عند هذا الحد بل تتدخل أيضا حتى في تركيبة الوفد المغربي الذي سيشارك في هذه المفاوضات، ولا يستبعد أن تبادر هذه الجبهة بتعيين من سيشارك من الوفد المغربي، وهو دليل آخر أكثر وضوحا هذه المرة على أن الجبهة تتنصل من تنفيذ قرار مجلس الأمن.
مقابل ذلك عبرت الرباط عن استعدادها للشروع في مفاوضات مباشرة على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي تندرج في سياق الجهود التي وصفها مجلس الأمن بذات المصداقية والجدية، والتي لاقت ترحيبا من طرف العديد من دول العالم، وبين الموقف المتعنت للبوليساريو والموقف الواضح للرباط ينتظر أن تعلن الأمم المتحدة عن موعد قريب جدا لبدء هذه المفاوضات، ويتوقع المراقبون أن تجد الأمم المتحدة صعوبة كبيرة في تعبيد الطريق أمام مفاوضات حقيقية مثمرة بسبب التفاف جبهة البوليساريو على قرار مجلس الأمن الأخير

وفي إطار الأصداء الإيجابية التي خلفتها مبادرة المغرب والانتصار الديبلوماسي الذي حققه قال نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية والهجرة اللوكسمبورغي جان أسلبورن إن المبادرة المغربية من أجل التفاوض حول تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا ""مقترح جدي للغاية "" للوصول إلى حل سياسي لقضية الصحراء

وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن المبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء تمثل "" أساسا طيبا"" لعملية التفاوض التي ينص عليها قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة