رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية : دول كبرى رحبت بمقترح الحكم الذاتي، واعتبرته مَخرجا سيؤدي إلى استقرار المنطقة

أكد السيد خليهن ولد الرشيد, رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا عبرت عن ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، الذي اعتبرته مخرجا سيؤدي إلى استقرار المنطقة.
وأوضح السيد ولد الرشيد في ندوة نظمها, منتدى النساء البرلمانيات المغربيات يوم الخميس بمقر البرلمان حول موضوع "مستجدات قضية الوحدة الترابية: الحكم الذاتي, بين المقومات والخصوصيات والمعايير الدولية" إن هذه الدول النافذة في الساحة الدولية, أكدت لدى إطلاعها على هذا المشروع أنها مع الحكم الذاتي وتساند المغرب في هذا الاتجاه.
وسجل أنه في الوقت الذي رحبت فيه هذه البلدان بالمقترح المغربي, تراجع في المقابل عدد البلدان التي تعترف بالجمهورية الصحراوية المزعومة في كل من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية, مؤكدا أن مسألة الاعترافات لم تعد, مع المستجدات الراهنة مشكلا أساسيا, وذلك بحكم الشرعية التي يحظى بها المشروع.
وأكد السيد خليهن أن مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي اقترحه المغرب, جهوية موسعة ستكون لها انعكاسات سياسية واقتصادية في صالح المغرب، مشيرا إلى أنه وكما أثبتت ذلك التجارب الدولية, فإن الحكم الذاتي يعد إقلاعا اقتصاديا وديمقراطيا ورافعة على جميع المستويات.
وأضاف أن هذا النمط من الحكم سينعكس إيجابا على مسلسل التنمية الذي تشهده المملكة, بالنظر إلى المؤهلات التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية في ما يرتبط بالمواصلات والصيد البحري والسياحة بحكم قربها من جزر الكناري.
وأكد السيد خليهن أن هذا المشروع, الذي يقوي الوحدة الترابية والروابط التي تجمع بين مختلف مكونات الشعب المغربي, يتسم بالجدية والمشروعية الضرورية, فضلا عن احترامه للشرعية والمعايير الدولية.
واستحضر رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السياق العام لإحداث هذا المجلس خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى مدينة العيون, مؤكدا أن تاريخ25 مارس2006 كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة للصحراويين الذين رحبوا بالحكم الذاتي على اعتبار أنه سيوفر لهم ظروف عيش كريمة وإنسانية.
كما أشار إلى الانقسامات التي خلفها تأسيس هذا المجلس داخل جبهة البوليساريو, موضحا أن هذه الجبهة انقسمت إلى القادة القلائل المرتبطين بالمخابرات الجزائرية, الذين لم تعد لهم أي سيطرة, وإلى كوادر الجبهة من وزراء ودبلوماسيين وقادة عسكريين, الذين يؤيدون المقترح المغربي.
ومن جانبه قدم السيد عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب خلال هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص السيدان محمد سعد العلمي الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان وماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, لمحة تاريخية مستفيضة حول نزاع الصحراء المغربية المفتعل, حيث تطرق في البداية الى مقاومة الاستعمار الاسباني من طرف جيش التحرير المغربي الذي كان يضم بين صفوفه صحراويين, وأبناء من الداخل.
وذكر السيد الراضي أيضا بالرأي الاستشاري الذي أدلت به محكمة العدل الدولية بلاهاي والذي أكد على وجود روابط البيعة بين السكان الصحراويين وملوك المغرب عبر التاريخ, كما توقف عند أهم المحطات التي مر منها ملف الصحراء.
وكانت رئيسة منتدى النساء البرلمانيات المغربيات, السيدة زاهية دادي الصقلي قد أوضحت في افتتاح أشغال هذه الندوة, إن هذا اللقاء يندرج في إطار حرص المرأة البرلمانية على التفاعل مع المحطات السياسية الكبرى, ويجسد نضالها في معركة تعزيز الوحدة الترابية كما يعد امتدادا طبيعيا لتآزرها من أجل ربح الرهانات الوطنية