قادة سياسيون جزائريون يعلنون معارضتهم لسياسة الحكومة الجزائرية الحالية تجاه قضية الصحراء المغربية

ارتفعت في السنوات الأخيرة أصوات قادة سياسيين جزائريين يعلنون صراحة معارضتهم للسلطة الحاكمة في الجزائر، التي تجعل من قضية ما تسميه في مصطلحها ب "الشعب الصحراوي" قضية مقدسة، وبالتالي قضية محرما وضعها موضع تساؤل ونقاش ومجادلة سياسية.
وهكذا قال أنور هدام القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية ليومية "الخبر" الجزائرية، "إن الصحراويين لن يرضوا بالانفصال عن المغرب". وحبذ أنور هدام إنهاء كل العراقيل التي تحول دون تحقيق الوحدة المغاربية بما في ذلك النزاع بشأن الصحراء.
ولا يختلف أنور هدام مع قيادي آخر في جبهة الإنقاذ الجزائرية وهو عباسي مدني الذي عبر مرارا عن رفضه لفكرة تشتيت المنطقة المغاربية، لأن ذلك لا يهدف إلا خدمة أغراض جهات دولية، وبالتالي فهو يرفض دعم لعبة تسمى  الصحراء الغربية.
وقال عباسي مدني في لقاء أجرته معه قناة الجزيرة عام 2004 "بالنسبة لقضية الصحراء الغربية المغربية مبدئيا إننا نعتقد أن الشعبين شعب واحد، كيف تتصور أننا نقبل بلعبة ما يسمى بالصحراء الغربية؟.
قادة سياسيون جزائريون آخرون أصبحوا مقتنعين بأن هذه القضية مصطنعة. فلويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري أكدت مرارا وتكرارا الطابع المصطنع لهذه القضية، وأن الأمر يدخل في إطار استراتيجيات خارجية تستهدف المس بوحدة الدوول، وخصوصا دول الشامل الإفريقي، معتبرة أن المغرب من أكثر البلدان المغاربية استهدافا بالمخططات الخارجية لتفتيتي أراضيه. ويحمل رئيس الدبلوماسية الجزائرية الأسبق السيد عبد الحميد الإبراهيمي الجنرالات الجزائريين المتنفذين، مسؤولية افتعال قضية الصحراء المغربية، وقال في أحد الحوارات الصحفية "لا أحد يجهل في الجزائر الدور الكبير الذي لعبه وما زال يلعبه الأمن العسكري الجزائري في هذا الملف".
وعبر عبد الحميد الإبراهيمي عن قناعته بأن حل قضية الصحراء لا يمكن أن يكون إلا حلا سياسيا من خلال منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، لأنه هو الكفيل بتفعيل وتسريع وتيرة الاندماج المغاربي. وقال إنه أفضل الحلول لقضية الصحراء.
وأكد عبد الحميد الإبراهيمي مواقفه من قضية الصحراء، في حوار أجرته معه مؤخرا يومية /التجديد/ موضحا أن موضوع الحكم الذاتي بالجزائر طرح خلال فترة ترؤسه للحكومة، وناقش مع الرئيس بن جديد قضية أن يكون الحكم الذاتي موسعا، وأن يحتفظ المغرب بسيادته في العلاقات الخارجية والدفاع والبريد، إذ يحتفظ بالطابع البريدي بصورة الملك، وصادقنا على ذلك ولم يعترض عليه الرئيس بن جديد.
وأضاف قائلا "لكن أنا أقولها بصراحة، إن جنرالات الجيش الجزائري هم من كانوا ضد تكوين المغرب العربي.
كما أن الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار أصبح مقتنعا بأن فكرة دولة مصطنعة جنوب المغرب ليست إلا فكرة حالمة وبعيدة عن الواقع وغير مجدية من الأساس. وقال نزار في تصريح له على سبيل المثال " إن حل قضية الصحراء المغربية يكون من خلال اعتماد نوع من الحكم الذاتي الواسع مثلما تشير إليه الخطة المغربية المقترحة من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس".
والظاهر أنه على الرغم من هذا التململ داخل الطبقة السياسية الجزائرية وعلى الرغم من بروز أصوات سياسيين تنادي بإيجاد مخرج لهذه القضية، فإن المؤسسة العسكرية والفئة الحاكمة داخل الجزائر ما زالت تواصل التلاعب بقضية ظاهرها الدفاع عن مبادئ كونية، وباطنها خدمة مصالح بعيدة عن هموم شعوب المنطقة المغاربية.