Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الصحراء المغربية  : مرحبا بكم في موقع صوت الركيبات الحر
18 juin 2008

ندوة بالعيون: يجب الكشف عن مصير المجاهد سيدي محمد بصير قائد أحداث "الزملة" التاريخية

دعا المشاركون في الندوة العلمية حول"سيدي محمد بصير أحد رجالات المقاومة المغربية بالصحراء" التي اختتمت اليوم الثلاثاء بالعيون، إلى الكشف عن مصير هذه الشخصية التي قادت أحداث "الزملة" التاريخية واختفت في ظروف غامضة بعد أن تعرضت للسجن عقب تلك الأحداث من قبل القوات الاستعمارية الإسبانية سنة1970 .

وقد نظمت هذه الندوة على مدى يومين ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الطريقة الإبراهيمية البصيرية الدرقاوية وجامعة ابن زهر بأكادير، احتفاء بالذكرى ال38 لأحداث" الزملة "التاريخية بمدينة العيون.

وجاء في "نداء العيون" الصادر في ختام أشغال هذه الندوة العلمية "ننادي جميعا وبصوت واحد وإجماع كامل نحن عشيرة أهل بصير خصوصا، وشيوخ القبائل الصحراوية عموما، وكل من شاركنا أعمال هذه الندوة بالبحث عن مصير المجاهد سيدي محمد بصير الذي اختفى في ظروف غامضة داخل سجن العيون بعد قيادته لانتفاضة الزملة الشهيرة بتاريخ17 يونيو1970 ".

وطالب المشاركون في الندوة كل الهيئات الحقوقية الوطنية والدولية وأهل الضمائر الحية وكل من له غيرة على أبطال هذا الوطن، بالمساعدة "في البحث عن مصير" هذا المقاوم، وكذا "البحث عن مصير آخرين من المقاومين الصحراويين الذين كان لهم نفس المآل".

وشارك في تأطير هذه الندوة ومداخلاتها والشهادات التي قدمت خلالها، علماء وأكاديميون وأساتذة جامعيون ورجال المقاومة المغربية بالصحراء وحقوقيون وفعاليات المجتمع المدني والمنتخبون وشيوخ القبائل الصحراوية.

وأجمعت المداخلات على إبراز التوجه الوحدوي لأحداث الزملة التاريخية، وتسفيه أكاذيب ومغالطات خصوم وحدة المغرب الترابية ومن يقف وراءهم لتبني نضال هذا المقاوم وإلباسه زورا وبهتانا نزعة انفصالية، وذلك في غياب أي مرجعية يستندون عليها في ادعاءاتهم الانفصالية.

وتم التركيز على إبراز التوجه الوحدوي في نضال سيدي محمد بصير من خلال فكر وأدبيات الزاوية البصيرية التي ينتمي إليها، أو من خلال رسائله الشخصية المكتوبة بخط يده والتي كان يبعث بها إلى إخوته وأهله سواء من مصر أو سوريا أو لبنان حينما كان طالبا هناك أو لدى قدومه سنة1968 إلى الصحراء عبر طانطان ثم السمارة فالعيون.

وقد تم عرض هذه الرسائل الأصلية ضمن معرض تضمن أيضا صورا ووثائق شخصية لهذا المجاهد لجعلها في متناول العموم والاطلاع عليها كشهادات حية عن حقيقة الانتماء والفعل الوحدوي.

وقد تم خلال الجلسة الختامية للندوة التي تم فيها تلاوة "نداء العيون" تقديم عرضين الأول للسيد أحمد عبادي الكاتب العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب في موضوع "نظرات في دلالات انتقال الزاوية البصيرية من الصحراء إلى سوس إلى تادلة"، والثاني للسيد شوقي بنيوب العضو السابق لهيئة الإنصاف والمصالحة حول موضوع "الذاكرة المستعادة".

كما تم عرض شهادات عن المجاهد محمد بصيري وأحداث الزملة التاريخية من قبل كل من الشيخ سيدي أحمد رحال أحد رفاق سيدي محمد بصير في السجن، والشيخ محمد الركيبي أحد أعيان وجهاء القبائل الصحراوية، والسيد إبراهيم الليلي احد المقاومين البارزين.

وحاول السيد أحمد عبادي في عرضه الكشف عن البناء المفاهيمي الذي كان كامنا وراء حركة الزاوية البصيرية في مختلف ربوع المغرب، وأشار إلى أن منطق الزاوية كان منطقا قرءانيا واستباقيا لمواجهة الأعمال التي كان يقوم بها الاستعمار وتوطيد المقاومة في مختلف الربوع تحت توجيهات أمير المؤمنين آنذاك بشكل بقي متواصلا ومستمرا إلى الوقت الحاضر.

أما السيد بنيوب، فأبرز في عرضه أن حالة المقاوم بصير تشكل حالة نموذجية لربط موضوع الذاكرة بالتاريخ، ملاحظا أن معالجة هذه الحالة ظلت خلال مرحلة ما "محرمة"، مشيرا إلى أن هذه المعالجة التي باتت ممكنة هي من ثمار هيئة الإنصاف والمصالحة التي هي مصالحة مع التاريخ الذي يفتح الطريق من أجل العودة إليه من جديد في إطار البحث والتوثيق والتدوين.

وأبرز أن قيمة هذه الندوة العلمية تتمثل في كونها تنقل المحكي والمروي إلى سجل تسجيل التاريخ، مشددا على أن سيدي محمد بصير خدم أمته كمقاوم كبير في منتصف الستينيات عندما توجه بانتفاضة "الزملة" الشهيرة، وخدم بلده وأمته قرابة أربعين سنة بعد هذا الحدث عندما ساهم في فكرة استعادة الذاكرة باعتباره تجليا من تجليات المصالحة مع التاريخ.

وفي سياق متصل، أكد السيد عبد المجيد بلغزال فاعل حقوقي بالعيون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الندوة العلمية ، فضلا عن كونها تتزامن مع تاريخ انتفاضة الزملة البطولية ، تأتي في سياق سياسي آخر هو مسلسل المصالحة.

وأشار إلى أن هذا المسلسل دخلته الدولة المغربية مدفوعة بإرادة واضحة لجلالة الملك، وهي مصالحة متعددة تمس المجال والذاكرة وتؤسس لاستخلاص مجموعة من الميكانيزمات والآليات التي ستسمح في المستقبل بإعادة كتابة التاريخ المغربي بكل شفافية ووضوح ودون إقصاء.

واعتبر أن التوجه نحو المصالحة هو خيار استراتيجي للدولة. وقال "إننا نتطلع ، من خلال هذه الندوة العلمية ، إلى أن تكون مؤشرا للمصالحة مع الجميع والتصدي لكل الانزلاقات والترددات التي قد تقع بين الفينة والأخرى والتفكير في مرحلة جديدة".

ومن جانبه، قال السيد مصطفى برزاني قيادي سابق في (البوليساريو) في تصريح مماثل إن أهمية الندوة تكمن أولا في استرجاع المغرب لجزء من تاريخه الوطني الوحدوي التحرري في المناطق الجنوبية للملكة المغربية. ولاحظ أن أعداء الوحدة الترابية للمملكة "حاولوا استغلال هذا التاريخ لصالحهم وتحريفه، ونحن اليوم نرد الاعتبار لا لمحمد بصير كرجل ولكن للمغرب عامة لأن بصير هو امتداد لجيش التحرير وامتداد لنضالات الشعب المغربي من اجل استرجاع أقاليمه في الخممسينات والستينات والسبعينات".

وأضاف "نحن اليوم نحتفل بأحداث هامة جدا، أحداث الزملة التي طالما حاول الانفصاليون أن يجعلوا من قائدها "بصيري" زعيما وأبا روحيا لعملهم الانفصالي بينما لا يوجد شيء يدل على أنه كان انفصاليا لا من حيث الشهادات التي أدلى بها من عايشوه ولا في كتاباته ومراسلاته إلى إخوته وذويه".

وخلص إلى أن المغرب اليوم في إطار هذه المراجعة التاريخية، يعطي من خلال ندوات علمية كهذه لأبناء الأقاليم الجنوبية الوحدويين، حقهم في التعبير عن تاريخهم.

Publicité
Commentaires
الصحراء المغربية  : مرحبا بكم في موقع صوت الركيبات الحر
Publicité
Derniers commentaires
Publicité