عضو بالكوركاس : جماعة "البوليساريو" تحترف الكذب والمغالطات والجزائر تزداد تورطا

أكد السيد أبا الشيخ أبا علي عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية عن إقليم السمارة أن "جماعة البوليساريو" تحترف بشكل ممنهج الكذب والمغالطات، وتروجها بهدف التقليل من حجم سخط المحتجزين الصحراويين المغاربة بمخيمات تيندوف.

وأوضح السيد أبا علي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الثلاثاء، أن وقع الصدمة التي خلفها تصريح بيتر فان فالسوم قد جعل جماعة "البوليساريو" تتصرف بشكل يكشف عن احتراف الانفصاليين الكذب والمغالطات، التي طالما تم إخفاؤها عن المحتجزين في مخيمات تيندوف، فضلا عن إطلاقهم ألفاظا تتجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية في حق الوسيط الأممي.

وأورد في هذا السياق جملة من التعابير الكاذبة التي استعملها المسمى محمد خداد، والتي تبرهن على مدى ما وصل إليه احتراف الكذب والمغالطات في حق المحتجزين، وذلك من خلال إعطائه تأويلات تحريفية لكلام فالسوم، يقول فيها تارة أن الوسيط الأممي "لا يقصد من أن (خيار الاستقلال خيار غير واقعي)، ولكن فالسوم يريد أن يقول أن هناك دولتين فقط لا تريدان استقلال الصحراء"، وتارة أخرى يقول فيها إن تصريح فالسوم لا يعكس رأي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وذلك على الرغم من كون المتحدثة باسم الأمين العام قد أكدت أكثر من مرة الأسبوع الماضي أحقية فالسوم في إبداء رأيه في هذه القضية.

وتوضيحا للجوء "البوليساريو" إلى التهديد بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، قال أبا الشيخ إن جماعة الانفصاليين لم تعد تعرف الطريق التي يتوجب سلكها لحل مشكل الصحراء، فتارة يقولون إنهم مع الحل السلمي، وطورا، حينما تنجلي الحقائق، يهددون بالعودة إلى الحرب. وهذا برأيه يعكس قمة التناقض والتخبط التي أصبح يعيشها "قياديو البوليساريو"، الذين لا يتوفرون في الواقع على قدرة اتخاذ القرار الذي هو بيد الجزائر.

وأضاف السيد أبا الشيخ أبا علي أنه بعد تصريح فالسوم، والذي أشار فيه أيضا إلى أن بعض الدول المجاورة لا ترغب في حل المشكل، ازدادت الجزائر تورطا في مشكل الصحراء، وكشفت عن موقعها الحقيقي من هذا النزاع؛ حيث ظهرت من خلال تصريحات بعض مسؤوليها، وعبر الحملات الإعلامية التي تقوم بها صحافتها الموالية لحكامها، أنها الطرف الأساسي في النزاع مع المغرب، وأن "البوليساريو" لا يشغل في هذه المعادلة سوى موقع الصنيعة التي تؤمر بأوامر هؤلاء الحكام.

وتعليقا على تأسيس الجزائر يوم أمس الاثنين لما يسمى بكتلة برلمانية إفريقية ل"تصفية الاستعمار في الصحراء"، قال أبا الشيخ إن هذه المناورة الجديدة تأتي أيضا في أعقاب تصريح فالسوم الذي لم تستسغه الجزائر وجنوب إفريقيا، التي لها حسابات تجارية محضة في المنطقة.

وأضاف أن الجزائر وجنوب إفريقيا دفعتا معا، عشية انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولي، إلى تأسيس هذا التجمع المكون من أربعة دول، إضافة إلى الدولتين الداعيتين، ملاحظا في هذا السياق أن الجزائر كانت في سنوات خلت تحشد العديد من البلدان الإفريقية لتمرير مواقفها المعادية للمغرب، التي لم يتبق منها حاليا سوى القليل من القليل.

وخلص إلى أن هذا كله إجمالا ليس سوى مناورة أخرى من مناورات ثقافة الحرب الباردة التي لا يتقن حكام الجزائر غيرها رغم التبدل العميق الذي عرفته الخريطة السياسية الدولية في العقدين الأخيرين